الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

توظيف مقومات البيئة التربوية في إثراء المواقف التدريسية


توظيف مقومات البيئة التربوية في إثراء المواقف التدريسية : العناصر البيئية المؤثرة في التربية تشبه البيئة الاجتماعية في مضمونها وتأثيراتها وايحاءاتها تأثير البيئة الطبيعية0 فكما ان البيئةالطبعية الملائمة لتربية الانسان من حيث ما يتنفسهاو ما ينظر اليه او يسمعه اويلمسه او يشمه تنفتح به على عالم من الفرح والطمأنية والاسترخاء 0 والجمال وما الي ذالك والبيئة غير الملائمة تثير في داخله الضيق والتشنج والحزن وما الي هناك 0 فان تأثير البيئة الاجتماعية مشابه لذالك تماماً0 ولكن على مستوى المعنوي لا المادي 0 فلبيئة الاجتماعية التي تختزن الفرح والتسامح والمحبة والقيم والروحية والاخلاقية والايمان تترك تأثيرايجابياًعلى شخصية الطفل والكبير ايضاً0 بينما البيئة المشحونة بالعدواة والبغضاء والانحراف واللا ايمان والقسوة وما الي ذالك تؤثر سلباً على الطفل خصوصا0 باعتبار ان مثل هذه المعاني السلبية تتقتحم عليه مشاعره وتحكم افكاره وانطباعاته عن العالم 0 لذالك فان تأثير البيئة هو تأثير حتمي في جانب السلب والايجاب 0 لان كيان الانسان يتنفس أجواء البيئة الاجتمعية كما يتنفس اجواء البيئة الطبيعية بشكل عفوي ولاشعوري فهولا يختار افكار البيئة ولا هي تختاره بل تأثيراتها تنفذ الي مسام احساسه وشعوره ومعقولاته بشكل غير مباشر 0 لذا فان تأثير البيئة يتعاظم في حالات الغفلة التي يعيشها كحالة استسلام لا شعوري للمحيط وقد أكد الاسلام على تأثير البيئة القوي في الحديث الشريف – كا مولود يولد على الفطرة الا ان ابويه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه --) وفي هذا الحد يث تأكيد على دور الوالدين المباشر في التربية قبل اي مؤسسة أخرى 0 ولذا نهى الاسلام عن الزواج من خضراء الدمن –( في الحديث الشهير – اياكم وخضراء الدمن قالوا – وما خضراء الدمن قال المرأة الحسناء في منبت السوء ) بلحاظان منبت السوء يترك تأثيره السلبي على داخل الحسناء فيجعلها قبيحة الداخل في الوقت الذي تحمل مظهراً خارجياً جميلاً ولذا وعند حدوث اي مشكلة تربوية عند الطفل على مربين ان ينفزوا الي داخله ليدرسوا مدى مدى تأثير المفردات البيئية السلبية في شخصيه 0 تماماً يدرس الطبيب تأثير الجرثيم على وصع الانسان الصحي وعليهم بعد ذالك معالجة المشكلة اما بطريقة العزل عن البيئة السلبية من داخل عن طريق الجرعة التربوية الملائمة من الحنان والاحتضان والنصحية وما الي ذالك 0 اننا نتصور ان للبيئة تأثيراً كبيراً على شخصية الانسان الطفل والشاب والشيخ والمرأة لكنها مع ذالك لا تغلق امام الانسان كل منافذ التنفس من الجو النظيف وعلى المربين الاستفادة من هذه الثغرة التي تتركها البيئة في الشخصية الانسانية عادة لينفذوا منها الي تهيئة الوسائل العلاجية الملائمة لأي مشكلة يعيشها الانسان 0 هذا ما تؤكده التجربة الانسانية التي نجحت أحياناً كثيرة في تجاوز مؤثرات البيئة بطريقة او بأخرى ومما لا شك فيه ان المسألة تحتاج الي دقة وحكمة ووعي وذكاء في فهم طبيعة المؤثرات وطبيعة العلاجات أهداف تربية الطفل -التربية وسيلة من وسائل بناء الشخصية الانسانية لتحقيق أهداف الانسان الكبرى في اطار الفهم الاسلامي ان هدف التربية في الاسلام اعداد المسلم لتحقيق كل الأهداف الاسلامية التي وضعت بين يدي الانسان سواء على مستوى انفتاحه علىالله أوانفتاحه على الناس أو على نفسه وما الي وما الي ذالك بالعبادة والمعرفة ان هدف التربية اعداد الانسان المسؤول عن الكون والحياة في علاقته بالله وبالانسان وبالحياة على الرغم من ان الانسان خلق ضعيفاً لكن لديه فابلية أخذ القوة وعلى الرغم من أنه خلق سريع الحركة والانفعال لكن لديه قابلية الوصول الي التأني وما الي ذالك – فدور التربية اذن هو أن تؤسس التوازن في شخصية الانسان بمختلف أبعادهاالجسدية والنفسية والروحية والذهنية والاجتماعية – وأن تنمي معرفته بالنشاط الذي ينسجم مع مستواه الفكري وأن تزرع القيم والمفاهيم داخل شخصيه بالمستوى الذي يتحول فيه التطفل الي تجسيد حي لتلك القيم حيث تقوم تربيته على الصدق في شخص صادق وتربيته على الامانة في شخص امين وهاكذا أن هدف التربية القيم و تجسيدها في الانسان ونقل القيممن عالم المفاهيم الي عالم الحركة الحياتية بحيث يتحول الانسان نفسه الي قيمة متجسدة بدرجات متفاوتة في التجسيد تبعاً لتفاوت المؤهلات – هذا ما يمكن ان نفهمه من حديث ا حدى زوجات النبي- ص- عن اخلاق الرسول على سبيل المثال حيث تقول كان خلقه القرأن بحيث انه تحول الي قرأن متحرك – دور التربية اذن هو ان تؤصل القيم في حركة الانسان في الواقع دور الرفاق لعل اخطر دور تلعبه البيئة في تربية رفاق السوء وسبب ذالك أن للرفاق على الانسان تأثير كبيراً الامر الذي يضع الطفل أثناء مصاحبة هؤلاء الرفاق في خطر باعتبار أن حجم التأثير السلبي لأي سلوك اوفكرة يتخذها الرفاق قد يأخذ حجماً كبيراً تصعب مقاومته من قبل الطفل نفسه ولكن هذا لا يعني كبح حرية الطفل في مخالطة الرفاق والاصحاب بل يؤكد على ضرورة أن نرسخ فيه القناعة ببعض القيم والمثل قبل ان نترك له حرية خوض تجربته الخاصة علينا الا نحاصر الطفل ونخنقه بحيث نكون معه دأماً عندما يلعب ويلهو او عندما يسبح او يخرج مع رفاقه بل علينا أن نعمل على تحصينه بحيث نزرع في داخله من القيم الروحية والاْخلاقية ما يستطيع به أن يقاوم التأثيرات المضرة من جهة ومن جهة أخرى نهيء الظروف الاجتماعية الملائمة التي تجعل الطفل ينسجم بشكل عفوي مع من نحب ونرغب من الرفاق نحن لسنا مع الغاء حرية الطفل او ارادته لكننا مع تحصينه بحيث نزوده ببعض العناصر التي تحمي ارادته من الانحراف ونصون حريته من التحول الي فوضى يختل بها نظامه الحياتي وفي كل الاحوال لا يجب ان نترك الطفل وهو يمضي وقته مع رفاق السوء بحجة حرته في الاختيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق